بناء اكبر مسجد في المانيا

وسط حقد ومخاوف المعارضين لأسلمة ألمانيا.. بناء أكبر مسجد في البلاد



مفكرة الإسلام: نقلت مصادر صحفية ألمانية بناء أكبر مسجد في ألمانيا، في خطوة يخشى كثير من المراقبين منها، حيث تعتبر كمؤشر لعملية تحول ديموغرافي لسكان البلاد لصالح الجاليات المسلمة.

وقالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية نقلاً عن الصحيفة الألمانية: إنه في العصور الوسطى شرعت مدينة كولونيا ـ قلب الكاثوليكية الألمانية ـ في تشييد أكبر كاتدرائية في العالم، وفي عام 2010م ستنافس تحفة المدينة القوطية في الأفق المآذن الشامخة لأكبر مسجد في ألمانيا قاطبة.



تهديد لحضارة أوروبا المسيحية:

وقالت الصحيفة: إن المسجد كان قضية مثيرة للجدل منذ مناقشته أول مرة عام 2001م، ولم يحصل على رخصة بناء إلا العام الماضي فقط، فقد كثرت الشكاوى من الضوضاء وأماكن انتظار السيارات والتأثير المحتمل على أسعار الأراضي إذا ما بُني المسجد.



وأشارت الصحيفة إلى أن الأقلية المسلمة البالغ عددها 120 ألفًا في مدينة كولونيا هي الأكبر في أي مدينة ألمانية، وبحلول عام 2020م من المتوقع أن يكون ثلثا سكان كولونيا من أصول أجنبية، تركية في معظمها.





وعند انتهاء المسجد المصمم ليسع ألفي مصلٍّ، وبكلفة أربعين مليون دولار، سيكون أشبه بحزب جديد لجالية مزدهرة طالما عاشت في ظلال المجتمع.



أسلمة مدينة الكاتدرائية:

وقال كلاوس ليجوي أحد مؤلفي كتاب: "مساجد في ألمانيا ... بيوت عبادة وتحديات مجتمعية": إن الأمر لم يقف عند هذا الحد، فقد نمت حفنة من 10 مساجد لتصير 164 مسجدًا، وهناك ما يقارب 200 أخرى تحت الإنشاء في أنحاء ألمانيا.



وأشارت الصحيفة إلى أن موقع المسجد ومآذنه التي يبلغ طول الواحدة منها ارتفاع برج إداري من 18 طابقًا، في وسط حي نشط أغضب السكان، وخرجت أصوات من اليمين المتطرف تعارض ما سمته "أسلمة مدينة الكاتدرائية".



لكن البعض يرى علامات نضج سياسي بدأت تبرز، خاصة عندما حاول المعارضون التجمهر ضد المسجد في الخريف الماضي، حيث تظاهر آلاف ضدهم.



وختمت الصحيفة بما قاله خبير في شئون المسلمين بجامعة فرايبورج: إن "المساجد صارت مقبولة كجزء من وضع ألمانيا الطبيعي، فلا يمكن أن نقول من جهة: نحن نمنحكم حرية العقيدة، ومن جهة أخرى نقول لإحدى الجاليات: لا يمكنكم إقامة دور عبادة".




"شهيدة الحجاب" ... أسباب قتلها:

يُذكر أن انتهاكات عدة حدثت لحريات الجالية المسلمة في الغرب، كان منها مقتل المصرية المحجبة مروة الشربيني بسبب حجابها، لتعرف بعد ذلك باسم "شهيدة الحجاب"، وتابع ذلك تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المعادية للنقاب والمتدخلة في حرية المرأة، وغيرها الكثير في الآونة الأخيرة.



ويرى كثير من المحللين أن اتجاه التحول الديموغرافي في الغرب بصفة عامة، وفي ألمانيا على وجه الخصوص، كان من أحد الأسباب في مقتل "شهيدة الحجاب" في ألمانيا، وذلك ضمن حالة من الحقد على أبناء الجالية المسلمة هناك.