فطير «مشلتت» وجبن قريش وعسل اسود أو أبيض، هي أهم عناصر الإفطار الذي تناوله الرئيس الأميركي باراك اوباما مع الرئيس المصري حسني مبارك، أثناء الزيارة التاريخية التي قام بها الأول لمصر، وكما ذكرت تقارير إعلامية، إن «الإفطار استغرق 40 دقيقة من زمن زيارة أوباما لمصر»، وقالت تلك التقارير، إن «أوباما يأكل بشهية ويتحدث بسجية مطلقة».
وكان الفطير المشلتت من أهم القرابين التي تقدم لآلهة الفراعنة؛ لما يحتويه من مواد تعتبر أغلى ما كان يملكه المصري القديم، حيث كان يتكون من الزبد والدقيق والعسل النقي، كما أنها تعتبر من أهم مدخراته لكي تكون معه في الدار الآخرة.
وفي العصر الفرعوني كان يطلق عليه قديماً الفطير الملتوت أو الخبز الناعم، وتمر الأيام ويبقي الفطير المشلتت دالاً علي ثقافة مصرية، توارثتها الأجيال منذ عهد الفراعنة إلى سفرة جمعت بين اثنين من كبار الرؤساء في زيارة تحدث عنها العالم كله، وكأن الفطير المشلتت أصبح عنوانا للحفاوة من قبل المصريين تجاه ضيوفهم الأجانب.
ونجد أن اغلب قرى صعيد مصر بارعة في صنع الفطير المشلتت، ومن ثم انتقل إلى قرى الريف، حيث كان يقتصر خبزه في المناسبات السعيدة كالأعراس والأعياد، فكانت تجتمع نساء العائلة الواحدة أو الحي في اكبر البيوت يلتففن حول الفرن المصنوع من الطوب النيئ، الذي تطور اليوم ليحل محله فرن الصاج، ويقمن بتحضير كمية كبيرة من العجين، تتحول بعد مجهود من «اللت والعجن» إلى أقراص الفطير اللذيذ الطعم ذي الرائحة الزكية، يأخذ أصحاب البيت منه ما يكفيهم ويقومون بتوزيع الباقي على الأهل والجيران؛ حتى يشاركوهم الفرحة.
ولأن أفخم المطاعم تقدم الفطير «المشلتت» ضمن وجباتها، فإنها تحرص علي أن تقوم فلاحة بعجين الفطير وخبزه؛ لأنه كما يُقال «يحتاج إلى نفس» وطولة بال، لأنها لا تكل ولا تمل من فرد العجين وطيه عشرات المرات، وهذا هو سر لذة طعمه والشعور بذوبانه في الفم فور تناوله.
ويحتوي المشلتت أو الملتوت على سعرات حرارية عالية تسبب زيادة الوزن من خلال تناول بعض اللقيمات منه، وهو ما قد خفي عن رئيس أعظم دولة في العالم، الذي بالتأكيد قد حظي ببعض تلك السعرات، التي احتاجت منه مضاعفة مجهوده ببذل بعض التمارين للتخلص من هذه الزيادة غير المبررة.
ويؤكد «ماجد زيتون» أخصائي التغذية والسمنة أن فطيرة من الحجم المتوسط، التي تماثل حجم البيتزا المتوسطة تحتوى على 1500 سعر حراري، علاوة على ماسوف تتناوله معها من جبن أو عسل، وهذا ليس معناه أن وجبة الفطير ضارة ولا نفع منها سوى لذة الطعم، ولكن يجب الحرص على اللقيمات، التي سوف نتناولها؛ لان سحر الطعم قد لا تشعر معه بما تناولت فتجد نفسك اكتسبت في اليوم الثاني بعض الكيلو جرامات.
ويقول زيتون «لو نظرنا إلى الفلاح أو عمال الصعيد فإننا نجدهم يحرصون على أن يكون الفطير ضمن وجبتهم الغذائية، ومع ذلك لا يوجد زيادة في أوزانهم؛ لأنهم يقومون بحرقها في الطاقة المبذولة في الزراعة أو الأعمال الأخرى، فالطاقة الموجودة في الفطير لا يحرقها سوى المجهود العضلي، أما عن الفوائد التي نجدها في الفطير فهي مختزنة في فيتامينات الدقيق، خاصة الذرة منه وأيضا السمن البلدي».
غير أن المشلتت سلاح ذو حدين على حسب ما قاله زيتون، إذا كثر ضر وإذا أخد منه باعتدال زاد هرومونات الدم، التي تتدفق من الكولسترول النافع الموجود فيه، ولا تكتمل الوجبة إلا إذا طُعمت بسكر وعسل أو جبن، لأن هذه العناصر الأخيرة تساعد على عملية الحرق والتمثيل الغذائي.
وينصح زيتون من يقدم على تناول وجبة من الفطير المشلتت، أن تكون في بداية النهار أو وسطه؛ حتى يستطيع الجسم أن يحرقها ولا تختزن الدهون تحت الجلد، كما يراعى في اليوم التالي من تناول هذه الوجبة الدسمة، أن يقتصد في طعامه، فكما نفعل مع نفقاتنا يوم إسراف ويوم ترشيد نفعل ذلك مع أجسامنا.
طريقة عمل الفطير المشلتت:
المقادير : نصف كيلو دقيق أبيض. - ربع كيلو زبدة ذائبة. - كوب ماء. - نصف ملعقة صغيرة ملح. - رشة سكر.
ولإعداد الفطير يجب أن يتم غربلة الدقيق ووضعه في إناء، ثم يضاف إليه الزبد والملح والسكر مع كمية من الماء، ونقوم بالعجن حتى يتجانس العجين، إذا لم تحتج العجينة المزيد من الماء فلا داعي لاستخدام باقي الكمية، تترك العجينة في الثلاجة لمدة نصف ساعة مع وضع غطاء عليها.
نخرج العجينة من الثلاجة وندهن الطاولة بقليل من زيت الذرة، ونقوم بفرد العجينة وطيها أكثر من مرة، ويكون ذلك في جو بارد؛ حتى لا ينفصل من العجين أثناء الفرد، ثم نترك العجين يستريح، ومن ثم نقوم بفرده وطيه كثيرا، نقوم بتقسيم العجين إلى كرات بحجم قبضة اليد، نفردها باليد أو بالنشابة وتوضع في صينية مدهونة بقليل من الزبد، وتخبز في الرف الأوسط من الفرن، وتكون حرارته 340 درجة مئوية، وبعد 10 دقائق نقوم بالكشف عن الصينية، حتى نتأكد من كل الأطراف قد تحولت إلى اللون الأحمر وبدأت الطبقات بالارتفاع، عندما يتم نضجها نقوم بلفها بورق الألمنيوم فور خروجها من الفرن حتى تظل طرية.
يقدم المشلتت مع الجبن أو القشدة والعسل الأبيض أو الأسود، وهناك من يفضل رش السكر المطحون على وجه الفطيرة فور خروجها من الفرن.