الفرق بين آلام الصدر والإصابة بأعراض أمراض القلب

إن كنت أعاني من آلام، أو من شعور بعدم الراحة، في الصدر، فكيف لي أن أعرف أنها خطيرة جدا بحيث تتطلب الإسعاف أو المساعدة الطبية؟

الحقيقة المحزنة أنه لا توجد وسيلة لمعرفة ذلك، فهناك العشرات من الأحداث التي تشابه النوبة القلبية.

وأكثرها شيوعا هو ارتجاع أحماض المعدة إلى المريء GERD، بحيث يكون من الصعب حتى على الطبيب التفريق بينهما.

وحتى بعد الفحص في قسم الإسعاف، الذي يشمل عادة إجراء تخطيط للقلب وفحص الدم للتعرف على علامات تقوم بإفرازها عضلة القلب المتضررة، فإننا غالبا ما نظل غير متأكدين من ما إذا كان الشخص قد تعرض لنوبة قلبية، أو إلى ذبحة صدرية غير مستقرة، أو إلى آلام في الصدر لا ترتبط بالقلب بتاتا.

ولهذا السبب فإن واحدا فقط من كل خمسة أشخاص يدخلون المستشفى لتقييم حالاتهم الخطيرة في القلب، يتعرض لواحدة من تلك الحالات فعلا.

وإن كنا لا نعرف ما إذا كان عدم الشعور بالراحة في الصدر، ناجما عن حالة قلب تتطلب الإسعاف، فإن من الصعب علينا تقديم النصائح لأي شخص حول ذلك، قبل القيام بإجراء فحوصات عليه.

نصائح عامة
ومع هذا، فإن بعض الإشارات العامة قد تساعدنا في ذلك. فتاريخك الطبي مهم، فإن كان لديك سجل من مشاكل القلب أو أجريت عمليات للشرايين التاجية (مثل عملية إزالة التضيق فيها)، وكان الشعور بألم يزداد حدة في صدرك، أو يظل باقيا لفترة أطول، أو يظهر عند الراحة، فعليك التوجه فورا إلى قسم الإسعاف.

كما يجب عليك التوجه لطلب الإسعاف إن كنت من المدخنين، أو مصابا بداء السكري، أو لديك ارتفاع في ضغط الدم، أو ارتفاع في مستوى الكولسترول، أو لديك أقارب تعرضوا للنوبات القلبية، إذ يصبح خطر التعرض لنوبة قلبية أكبر للأشخاص الذين لديهم عوامل الخطر هذه.

وبالطبع فإن العمر بالطبع هو جزء من المعادلة، فآلام الصدر هي من أعراض أمراض القلب أو الشرايين التاجية، وتلعب دورها في أعمار منتصف الثلاثينات فأكثر للرجال، وفي أعمار سن اليأس من المحيض لدى النساء، ثم تصبح أكثر احتمالا في أعمار 55 سنة فأكثر لدى الرجال و65 سنة فأكثر لدى النساء.

أنواع آلام الصدر
إن نوع آلام الصدر لديك قد يتيح التعرف على الحالة، فإن كان الألم من نوع يرتبط بذات الجنب pleuritic (يحدث عند التنفس أو السعال)، أو من نوع موضعي (يزداد سوءا في بعض المواضع دون غيرها)، أو من نوع ملموس ومحسوس (تشعر بالألم عند الضغط على جدار الصدر)، فإن هذه الأنواع لا تمت بصلة على الأغلب لأي مشاكل في القلب، مقارنة بالآلام الشديدة والشعور بالضغط كما هو الحال في آلام الذبحة الصدرية.

كما أن فترة دوام الألم هي مفتاح آخر لفهم المشكلة. فآلام الصدر الناجمة عن مشكلة في القلب تمتد لعدة دقائق.

ولذلك فإن الآلام التي تمتد لعدة ساعات من دون أن تتغير، أو لبضع ثوان ثم تزول، لا تكون مرتبطة بالقلب على الأغلب.

إلا أن هذه كلها ليست سوى مؤشرات وليست قواعد صارمة.

ولا أود هنا أن أخلّف الانطباع بان آلام الصدر هي فقط الأعراض الني يجب على الناس الاهتمام بها. فالنوبة القلبية غالبا ما تؤدي إلى ظهور آلام الصدر التي تطلق شعاعاتها نحو الذراعين (الأيسر أو الأيمن أو نحو كليهما)، الظهر، أعلى البطن.

كما أنه وفي بعض الأحيان، فإن النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية غير المستقرة تولد الآلام في هذه المناطق

ومن دون وجود أي آلام في الصدر! وفي بعض الأحيان أيضا لا تظهر لدى المصابين بالنوبات القلبية أي آلام على الإطلاق، بل تظهر لديهم أعراض صعوبة التنفس، التعرق الشديد والدوار، وشعور مبهم بالضعف.

والنساء، والمصابون بالسكري، والكبار في السن هم على الأغلب الأشخاص الذين يتعرضون للنوبات القلبية من دون ظهور أعراض آلام الصدر.

ولذلك، وكما ترى فإن من الصعب تعميم ما يمكن قوله حول أعراض مثل آلام الصدر التي تنجم عن أسباب متعددة، وكذلك عن النوبة القلبية التي تولد أعراضا متفاوتة، إلا أن هناك تعميما واحدا يمكن تطبيقه.

أن تؤمن لنفسك السلامة قبل أن تشعر بالندم لاحقا، لأن عواقب إهمال الذبحة الصدرية غير المستقرة، أو النوبة القلبية قد تكون كارثية.

وإن كنت تقع في نطاق الأعمار التي تتهددها النوبة القلبية، وأحسست بآلام حادة في الصدر، فعليك طلب الإسعاف أو التوجه إلى المستشفى فورا.

وفي الحالة الأخيرة فقد تحدث، ولكن ليس غالبا، حالة توقف القلب (السكتة القلبية)، التي يمكن تداركها في عربة الإسعاف.