Admin Admin
عدد المساهمات : 1433 تاريخ التسجيل : 03/07/2009 العمر : 62
| موضوع: حرب أكتوبر 1973 من واقع التاريخ الجمعة يناير 22, 2010 11:00 pm | |
| "إن حرب السادس من أكتوبر عام 1973 هى معجزة عسكرية على اى مقياس عسكرى" هذه هى كلمات أنور السادات فى 16 أكتوبر 1973 ...نعم كانت هذه الحرب معجزة عسكرية ومعنوية لشعب عربى ومصرى فالمدقق الحقيقى لحرب السادس من اكتوبر يجد أن السادات ورجاله جميعا ـ أحمد إسماعيل القائد العام ، سعد الشاذلى رئيس الاركان وجميع من أشترك فى هذه الحرب من القائد الأعلى حتى أصغر جندى ـ تحملوا عبئ الحرب فى ظروف شديدة الفقر من الناحية الأقتصادية للبلاد أو من الناحية العسكرية للقوات المسلحة المصرية فظروف مصر بأى حال من الاحوال لم تكن لتسمح بحرب جديدة بعد هزيمة 1967 والابادة التى حاقت بالجيش المصرى فى تلك الحرب، أن ما قام به هؤلاء جميعا هى معجزة عسكرية يجب ان نقوم برفع قبعاتنا إجلالا لهم. وحتى يمكن تقدير هذه المعجزة العسكرية فيجب ان نتعرف على:ـ • مصر قبل حرب 1973 • حرب 1973 • محاكمة قادة اسرائيل بعد الحرب - لجنة اجرانات • أسرار حرب أكتوبر فى الوثائق الأمريكية ـ مصر قبل حرب 1973 انتصرت إسرائيل فى حرب 5 يونيو عام 1967 واحتلت شبه جزيرة سيناء المصرية ، ومرتفعات الجولان السورية ، والضفة الغربية للأردن ? فقدت مصر أكثر من 85 % من سلاحها الجوى فى حرب يونية ? عدم وجود خطة لانسحاب الجيش بالمعركة ادت الى أبادة الكثير من افراد ، ومعدات الجيش المصرى ? الرئيس جمال عبد الناصر يتنحى عن الحكم يوم 9 / 6 / 1967 عبد الناصر يتنحى عن تنحى عبد الناصر يقول اللواء محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( وتوالت الأحداث فى مصر وأعلن الرئيس عبد الناصر يوم 9 يونيو تنحيه عن الحكم مع اسناد الجمهورية إلى زكريا محيى الدين . وكان قرار عبد الناصر الذى أعلنه هو تعبير وإدراك منه أنه يتحمل المسئولية التاريخية عن الهزيمة). وقامت مظاهرات فى القاهرة يومى 9 ، 10 يونيو تطالب باستمراره فى الحكم ، كما أن مجلس الأمة ومجلس الوزراء رفضا قرار التنحى ، فأصدر الرئيس عبد الناصر البيان التالى يوم 10 يونيو 1967 " إننى سوف أبقى حتى تنتهى الفترة التى نتمكن فيها جميعا من أن نزيل آثار العدوان . إن الأمر كله بعد هذه الفترة ، يجب الرجوع فيه إلى الشعب فى استفتاء عام . إنى مقتنع بالأسباب التى بنيت عليها قرارى ، وفى نفس الوقت فإن صوت الشعب بالنسبة لى أمر لا يرد ، ولهذا فإن القرار مؤجل ". كنا فى الإسماعيلية نسمع الأخبار من إذاعة القاهرة ، بينما كانت قواتنا فى غرب القناة غير متماسكة وغير قادرة على الدفاع عن منطقة القناة . وكان الأهتمام الأول للقوات فى منطقة القناة هو سرعة إعادة التجميع وحصر الخسائر الكبيرة التى تعرضت لها ، استعداد لاتخاذ أوضاع عاجلة فى غرب القناة بما يتيسر لها من أسلحة مهما كانت قليلة. لقد كانت القوات الإسرائيلية تقف على الضفة الشرقية للقناة ، والدموع فى عيوننا ، والمرارة تملاء قلوبنا للنتيجة السيئة التى حدثت ، وللظروف القاسية ـ سياسيا وعسكريا ـ التى فرضت على القوات المسلحة فكانت ضحية لها. إنها أيام صعبة وخطيرة ولا يمكن وصفها ، ولا يشعر بها إلا من عاش أحداثها فى سيناء ومنطقة القناة .. أيام مريرة وفترة عصيبة لن أنساها ) ـ لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية عام 1973. المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998 ? تعيين الفريق أول محمد فوزى قائد عاما للقوات المسلحة بدلا من عبدالحكيم عامر ، والفريق عبد المنعم رياض رئيس للأركان فى 11 يونيو 1967 تعيين الفريق أول محمد فوزى قائد عام للقوات المسلحة يقول اللواء محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( وكان يوم 11 يونيو يوما حاسما للقيادة والسيطرة على القوات المسلحة بمعرفة الرئيس عبد الناصر بعد أن أعلن المشير عامر وشمس بدران اعتزاليهما فى اليوم السابق .... فقد قرر عبد الناصر تعيين الفريق أول محمد فوزى قائدا عاما للقوات المسلحة والفريق عبد المنعم رياض رئيسا للأركان ، والفريق مدكور أبو العز ـ محافظ أسوان حينئذ ـ قائدا للقوات الجوية والدفاع الجوى وفى نفس اليوم تقرر قبول استقالة قادة القوات البرية ( فريق أول مرتجى ) والقوات الجوية ( فريق أول صدقى محمود ) والقوات البحرية ( فريق أول سليمان عزت ) ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ومساعدى نائب القائد الأعلى . كما تقرر إحالة بعض القادة ـ وبصفة خاصة الذين كانوا على علاقة وطيدة بالمشير عامر إلى التقاعد على أن ينفذ القرار نفس اليوم وأعطى الرئيس عبد الناصر اهتماما خاصا للقوات المسلحة والسيطرة عليها ، لأن الموقف العسكرى والموقف الداخلى فى مصر كان يحتم عليه ذلك ) ـ مذكرات الجمسى ويقول محمود رياض وزير الخارجية المصرية فى ذلك الوقت فى مذكراته ( قال عبد الناصر فى إحدى جلسات مجلس الوزراء " لا يمكن أن أنسى الأيام الأولى التى مرت على بعد يونيو . كنت أشعر بمرارة كبيرة ، لا يمكن وصفها . فلا شك أن ما حدث فى يونيو قد أثر علينا جميعا نفسيا ومعنويا وماديا .. لقد تمنيت فى تلك الأيام لو أنى تنحيت بالفعل من السلطة وابتعدت عن موقع المسئولية ، كان تقديرى دائما ان الأيام التى سنواجهها صعبة للغاية فى الداخل والخارج ، لأن خصمنا قوى ولديه تنظيمات وجاهز للعمل ضدنا ولديه كل ما يحتاجه من أموال للقضاء علينا ففى يوم 11 يونيو عندما عدلت عن قرار التنحى كنت فى حالة سيئة جدا إلى درجة أنى ارسلت عائلتى خارج القاهرة ، ووضعت مسدسى إلى جانبى لاستخدامه فى آخر لحظة . يومها سألت عن عدد الدبابات المتبقية فى القاهرة ، فقالوا لى لم يبقى إلا سبع دبابات ... كنت أتحدث مع الفريق فوزى كل ليلة قبل أن أذهب للنوم ، ثم أطلبه فى الساعة السادسة صباحا لأراجع معه موقف القوات المسلحة ، وموقف القيادات ، واسم القائد المسئول فى كل موقع . ولو لم الجأ إلى هذا الأسلوب لكانت الأمور فلتت" ) ـ مذكرات محمود رياض المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998 ? عبد الناصر يلجأ للأتحاد السوفيتى فى 21 / 6 / 1967 لإعادة تسليحه بكل شىء فالجيش المصرى فقد كل شىء فى 1967
مؤتمر الخرطوم وبدء مساعدة العرب لمصر يقول محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( وجاء أغسطس 1967 حيث عقد مؤتمر القمة العربى فى الخرطوم ، وكان علامة بارزة على طريق تعاون الدول العربية لإزالة آثار العدوان فقد تقرر فى هذا المؤتمر تقديم دعم اقتصادى سنوى لمصر والأردن قدره 135 مليون جنيه استرلينى يخصص منها .... 95 مليونا لمصر تعويضا عما خسرته من عوائد قناة السويس بعد إغلاق القناة وتعويضا عن خسائر بترول سيناء ، وتخصص للأردن 40 مليونا لمواجهة التزامتها ولم يخصص دعم لسوريا لأنها لم تحضر المؤتمر وقررت المملكة العربية السعودية المساهمة فى الدعم بمبلغ 50 مليون جنيه استرلينى ، والكويت بمبلغ 55 مليونا ، وليبيا بمبلغ 30 مليونا)ـ لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب اكتوبر 1973 ومن الناحية السياسية أوضح الرئيس عبد الناصر وجهة نظره فى الموقف قائلا يجب أن نضع فى حسابنا نقطتين أساسيتين عندما نتعرض لموضوع العمل السياسى لإزالة آثار العدوان وهما الإعداد العسكرى والصمود الاقتصادى . ولا شك أن القرار الذى اتخذ فى الجلسة السابقة والخاص بالدعم الاقتصادى سيساعدنا كثيرا على الصمود) ـ من مذكرات محمود رياض وزير الخارجية المصرى فى ذات الوقت المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998 ? عـبد الحكيم عامر ينتحر فى 13 / 9 / 1967 ومحاكمة شمس بدران وزير الحربية انتحار عبد الحكيم عامر يقول محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( وبينما كنت أجلس مع اللواء أحمد إسماعيل ليلا فى جبهة القناة نراجع-كالمعتاد يوميا ـ نشاط العدو فى سيناء ونواياه فى الفترة القصيرة القادمة ، وكذا نتائج أعمال قواتنا ، قبل أن يتوجه كل منا إلى خندق النوم المخصص له ، دق التليفون وكان المتحدث هو الفريق أول محمد فوزى من القاهرة . كان هدف المكالمة هو إخطارنا بانتحار المشير عامر فى منزله بمادة سامة شديدة المفعول كان يخفيها ملاصقة لجسمه تحت الملابس الداخلية ، ولكن الكشف الطبى أجرى عليه بواسطة لجنة طبية على مستوى عال بالدولة ، وانه سيعامل معاملة أى منتحر آخر بالنسبة لتشييع جنازته بعد تسليم الجثة لأسرته . ومعنى ذلك أنه لن تكون هناك أى مراسم عند تشييع الجنازة . وأصدر النائب العام قراره فى الحادث يوم 10 / 10 / 1967 وجاء فيه " وبما أنه مما تقدم يكون الثابت أن المشير عبد الحكيم عامر قد تناول بنفسه عن بينة وإرادة مادة سامة بقصد الانتحار ، وهو فى منزله وبين أهله يوم 13/ 9/1967 ، قضى بسببها نحبه فى اليوم التالى ، وهو ما لا جريمة فيه قانونا . لذلك نأمر بقيد الأوراق بدفتر الشكاوى وحفظها إداريا ". وكان ذلك هو المصير النهائى للمشير عامر ، الذى كان برتبة رائد عند قيام ثورة 23 يوليو 1952 ، وبعد أقل من عام ترقى لرتبة اللواء مع تعيينه قائدا عاما للقوات المسلحة فى 18 يوينو 1953 ثم ترقى بعد حوالى 5 سنوات إلى رتبة المشير فى 20 فبراير 1958 ، وأصبح نائبا للقائد الأعلى للقوات المسلحة ) ـ لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة عمليات حرب أكتوبر 1973. محاكمة شمس بدران يقول محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( وجاء الدور على شمس بدران وزير الحربية بتقديمه للمحاكمة ، وأثناء هذه المحاكمة فى فبراير 1968 سأله رئيس المحكمة عن رأيه فيما حدث ، وترتب عليه هزيمة يونيو ، رد قائلا " لما تطور الموقف ، ورأينا أننا لازم نسحب البوليس الدولى ـ قوات الطوارىء الدولية ـ علشان نبين إن إحنا جاهزين للهجوم ، لأن وجود البوليس الدولى يمنع أى عملية دخول لقواتنا ، وانسحب البوليس الدولى ، استتبع ذلك احتلال شرم الشيخ الذى استتبع قفل خليج العقبة. وكان الرأى أن جيشنا جاهز للقيام بعمليات ضد إسرائيل ، وكنا متأكدين 100 % إن إسرائيل لا تجرؤ على الهجوم أو اخذ الخطوة الأولى أو المبادرة بالضربة الأولى ، وأن دخول إسرائيل أى عملية معناها عملية انتحارية لأنها قطعا ستهزم فى هذه العملية ". ولما سألته المحكمة مستفسرة عن رأيه فى أن الرئيس عبد الناصر قرر قفل خليج العقبة بعد أن أخذ تمام من القائد المسئول ، رد شمس بدران قائلا " القائد العام ـ المشير عامر ـ أعطى تمام وقال أقدر أنفذ ، وبعدين من جهة التنفيذ كان صعب عليه ". علق رئيس المحكمة على كلام شمس بدران بقوله " والله إذا كانت الأمور تسير بهذا الشكل وتحسب على هذا الأساس ، ولا تكون فيه مسئولية الكلمة ومسئولية التصرف ، يبقى مش كثير اللى حصل لنا") ـ من مذكرات لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات خلال حرب أكتوبر 1973. المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998 ? إغراق المدمرة إيلات فى 21 أكتوبر عام 1967 إغراق المدمرة إيلات يقول محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( وجاء يوم 21 اكتوبر 1967 وقد وصلت إلى مركز قيادة الجبهة بعد راحة ميدانية ، فوجدت اللواء أحمد إسماعيل ومعه العميد حسن الجريدلى رئيس عمليات الجبهة (وقد كنت أنا وقتها رئيس أركان للجبهة) يتابعان تحركات المدمرة الإسرائيلية إيلات بالقرب من المياه الإقليمية لمصر فى المنطقة شمال بورسعيد . كانت المعلومات تصلنا أولا بأول من قيادة بورسعيد البحرية التى كانت تتابع تحركات المدمرة ، وقد استعدت قوات القاعدة لمهاجمة المدمرة عندما تصدر الأوامر من قيادة القوات البحرية بالتنفيذ . وظلت المدمرة المعادية تدخل المياه الإقليمية لفترة ما ثم تبتعد إلى عرض البحر ، وتكرر ذلك عدة مرات بطريقة استفزازية وفى تحرش واضح ، لإظهار عجز قواتنا البحرية عن التصدى لها. وبمجرد أن صدرت اوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية ، خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة . هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل عل جانبها ، وبعد إطلاق الصاروخ الثانى تم إغراق المدمرة الإسرائيلية " إيلات " شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها طاقمها . وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحرى. عاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل الذى تم بسرعة وكفاءة .. وحقق تلك النتيجة الباهرة. لقد كان إغراق المدمرة إيلات بواسطة صاروخين بحريين سطح / سطح لأول مرة ، بداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية والقتال البحرى فى العالم واصبح هذا اليوم ـ بجدارة ـ هو يوم البحرية المصرية. طلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة . استجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل فى عملية الإنقاذ التى تمت على ضوء المشاعل التى تلقيها الطائرات ، ولم تنتهز مصر هذه الفرصة للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم) ـ لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة عمليات حرب أكتوبر 1973. المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998
? صدور قرار مجلس الامن رقم 242 فى 11 نوفمبر 1967 ? مارس 1969 بداية حرب الاستنزاف ? هجوم اسرائيلى على قوات الدفاع الجوى بالزعفرانه والعين السخنه فى سبتمبر 1969 ? يوم 22 يناير 1970 عبد الناصر يسافر إلى موسكو لطلب معدات دفاع جوى للسيطرة على الطائرات الإسرائيلية عبد الناصر يسافر إلى موسكو لطلب معدات دفاع جوى يقول محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( استشعر الرئيس عبد الناصر خطورة الموقف منذ بدأت إسرائيل فى قصف الأهداف المدنية والعسكرية فى عمق الدولة ـ ففى يناير 1970 أغارت الطائرات الإسرائيلية على مناطق التل الكبير وإنشاص ودهشور وبعض مدن الدلتا . وفى فبراير وجهت إسرائيل هجماتها الجوية على منطقة أبو زعبل وحلوان ، وكانت الخسائر المصرية فى منطقة أبو زعبل حوالى سبعين شهيدا من المدنيين . وفى إبريل أغارت الطائرات الإسرائيلية على مدرسة بحر البقر حيث استشهد لنا حوالى ثلاثين تلميذا ـ فسافر عبد الناصر إلى موسكو يوم 22 يناير 70 وظل بها حتى يوم 25 لشرح الموقف للاتحاد السوفيتى ، وطلب أسلحة ومعدات دفاع جوى ـ صواريخ وطائرات ورادارات ـ أكثر تقدما مما كان متيسرا لدينا حينئذ )ـ لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973. ويقول الفريق أول محمد فوزى الذى رافق ومعه لجنة عسكرية الرئيس عبد الناصر فى هذه الرحلة ( كان أهم لقاء تم مع القادة السوفيت منذ عام 1967 ، إذ تعمد الرئيس عبد الناصر تصعيد المباحثات وتوتيرها لدرجة أنه هدد أمام القادة السوفيت بترك الحكم لزميل آخر يمكنه التفاهم مع الولايات المتحدة الأمريكية ، إذ أن الشعب فى مصر يمر الآن بمرحلة حرجة . فإما نسلم بطلبات إسرائيل او نستمر فى القتال . وإن دفاعنا الجوى فى الوقت الحاضر لا يتمكن من منع غارات إسرائيل على العمق المصرى. واسترسل الرئيس عبد الناصر فى طلب وحدات كاملة من صواريخ سام 3 بأفرادها السوفيت ، وأسراب كاملة من الميج 21 المعدلة بطيارين سوفيت ، وأجهزة رادار متطورة للإنذار والتتبع بأطقم سوفيتية. وبرر الرئيس عبد الناصر طلبه بان الزمن ليس فى صالحنا لأن تدريب الأطقم المصرية والطيارين المصريين على الأسلحة الجديدة سوف يستغرق وقتا طويلا . كما كرر الرئيس طلب طائرات قاذفة لردع إسرائيل ، حيث أن مدى عمل الطائرات القاذفة المقاتلة الموجودة لدينا لا يمكنها من الوصول إلى عمق إسرائيل مثل الطائرات سكاى هوك والفانتوم التى تضرب عمق مصر حاليا. وفى جلسة المباحثات يوم 25 يناير 1970 ، أعلن الرئيس بريجينيف موافقة اللجنة المركزية ومجلس السوفيت الأعلى على طلب الرئيس عبد الناصر . وقال إنها أول مرة يخرج فيها جندى سوفيتى من الاتحاد السوفيتى إلى دولة صديقة منذ الحرب العالمية الثانية . وقرأ البيان الذى يتلخص فيما يلى : ـ أولا : ـ إمداد مصر بفرقة كاملة من صورايخ سام 3 بأفرادها ومعداتها وأجهزتها على أن تصل إلى موانىء مصر خلال شهر واحد ، وأن تعمل تحت القيادة المصرية لأغراض الدفاع الجوى عن العمق المصرى. ثانيا :ـ إمداد مصر بقوة ثلاث لواءات جوية من 95 طائرة ميج 21 معدلة بمحرك جديد ، بالقادة والطيارين والموجهين والفنيين السوفيت ، وأجهزتها وراداراتها للإنذار والتوجيه والمعدات الفنية والعربات ، وأن توضع تحت القيادة المصرية للمساهمة فى الدفاع الجوى عن العمق المصرى على أن تصل خلال شهر . بالأضافة إلى 50 طائرة سوخوى 9 ، وعدد 10 طائرات ميج 21 تدريب ، وعدد 50 موتور طائرة ميج 21 معدلة من نوع جديد لتركيبه فى الطائرات ميج 21 الموجودة فى مصر. ثالثا : ـ إمداد مصر بأربعة اجهزة رادار ب 15 لرفع كفاءة الأنذار الجوى فى شبكة الدفاع الجوى المصرى. رابعا :ـ تقوم مصر بتجهيز الدفاعات والتحصينات والمرافق الانشائية لهذه المعدات بحيث تكون جاهزة فى الأماكن التى تخططها القيادة العسكرية المصرية قبل وصول هذه المعدات السوفيتية إلى مصر. خامسا :ـ يعتبر تواجد الجنود السوفيت فى مصر مؤقتا لحين استكمال تدريب اللواءات المصرية من قوات الدفاع الجوى والقوات الجوية فى مراكز تدريب الاتحاد السوفيتى والجمهورية العربية المتحدة فى وقت واحد ، وعندئذ يعود الأفراد السوفيت إلى وطنهم. وكرر الرئيس بريجينيف على واجبات لواءات الدفاع الجوى والقوات الجوية أن تكون فى عمق مصر ) ـ فريق أول محمد فوزى من كتاب حرب السنوات الثلاث 1967 حتى 1970. المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998 ? انتهاء مصر من شبكة الدفاع الجوى فى ساعات الليل السابقة للواحدة صباح يوم الثامن من اغسطس 1970 ، مبادرة روجرز وزير الخاجية الامريكية فى ذلك الوقت ووقف إطلاق النار يوم الثامن من أغسطس 1970، ونهاية حرب الاستنزاف شبكة الدفاع الجوى ومبادرة روجرز يقول محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( واستعداد لوصول أسلحة ومعدات الدفاع الجوى الجديدة من الاتحاد السوفيتى ، كان لابد من بناء التحصينات اللازمة تحت ضغط غارات العدو الجوية نهارا وليلا بدأ تنفيذ وإنشاء التجهيزات الهندسية والدفاعية للدفاع الجوى والقوات الجوية ، وهو عمل اشتركت فيه جميع شركات المقاولات المصرية للبناء والتشييد والطرق بالتعاون مع سلاح المهندسيين العسكريين بقيادة اللواء مهندس جمال محمد على ودار صراع رهيب بين إرادتين ، الطائرات الأسرائيلية تركز جهودها لمنع مصر من إنشاء التحصينات والمواقع تمهيدا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات فى منطقة قناة السويس ، بينما تحشد قوات الدفاع الجوى المصرى كل ما تملك من اسلحة المدفعية المضادة للطائرات لحمايتها حتى يستمر الإنشاء والبناء تطلب هذا العمل جهدا ضخما وتضحيات كبيرة فى أرواح العاملين المدنيين والعسكريين تحت أصعب الظروف . وكانت الطائرات الإسرائيلية تهاجم الإنشاءات لتدمير أو إيقاع الخسائر فيما يتم إنشاؤه ، وبمجرد انتهاء الغارة الجوية يستأنف العاملون عملهم ، ولا يتوقف العمل نهارا وليلا تحت حماية المدفعية المضادة للطائرات والطائرات من طراز ميج لقد وصل حجم الأعمال الهندسية التى نفذت لصالح الدفاع الجوى بين القاهرة ومنطقة القناة وباقى انحاء الجمهورية .. 1.6 مليون متر مكعب من الخرسانة المسلحة ، 1.4 مليون متر مكعب من الخرسانة العادية ، 12.5 مليون متر مكعب من أعمال الأتربة ، ومئات الكيلومترات من الطرق الأسفلتية والطرق المثبتة بمواد تثبيت . وبلغ حجم الأنفاق فى الأيام الأولى من العمل حوالى مليون جنيه فى اليوم . كانت هناك خطة تنفيذ عمل مواقع الصواريخ خلال أربعين يوما ، وصمم العاملون على اتمامها ، وكان لهم ذلك بعد 39 يوما ثم تقدمت أمريكا بمبادرة روجرز وتقضى المبادرة التى أعلنتها أمريكا يوم 19 يونيو 1970 بإيقاف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل لمدة تسعين يوما ، وأن يستأنف السفير يارنج عمله لوضع قرار مجلس الأمن 242 موضع التنفيذ وافقت مصر وإسرائيل على قبول المبادرة ، على أن يسرى وقف النيران اعتبارا من الساعة الواحدة من صباح يوم الثامن من أغسطس 1970 بتوقيت القاهرة ولمدة تسعين يوما ونص الاتفاق على أن يمتنع الطرفان عن تغيير الوضع العسكرى فى داخل منطقة التى تمتد خمسين كيلومترا شرق وغرب القناة . ولا يحق للطرفين إدخال أو إنشاء اية مواقع عسكرية فى هذه المناطق ، ويقتصر أى نشاط على صيانة المواقع الموجودة وتغيير وإمداد القوات الموجودة فى هذه المناطق قامت مصر باستكمال تجهيز المواقع الضرورية لشبكة الدفاع الجوى ، وتم ذلك بسرعة ومجهود كبير فى ساعات الليل السابقة على الواحدة صباح يوم 8 أغسطس ـ موعد سريان وقف إطلاق النار ، ووجدت إسرائيل نفسها صباح اليوم التالى امام شبكة متكاملة من مواقع صواريخ الدفاع الجوى فى صورته النهائية دون خرق بنود الاتفاق بمجرد سريانه )ـ لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة عمليات حرب اكتوبر 1973 المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998 وذلك على عكس ما تذكر المراجع الإسرائيلية: بدء أهتمام الأمريكان بالموقف المشتعل وتم التفاوض لوقف إطلاق النار من خلال خطة روجرز التى بدأ تنفيذها فى 7 أغسطس 1970 والتى تقضى بتجميد التحركات المصرية والإسرائيلية . خرق المصريين هذا الجزء من الاتفاقية فى اليوم التالى وقاموا بتحريك البطاريات المضادة للصواريخ بالقرب من ضفة قناة السويس . قامر السوفيت والمصريين على أن إسرائيل لن تفعل شيئا بعد تنفيذ وقف إطلاق النار. وكانوا على حق ...إسرائيل لم تفعل شيئا .. تأثير ذلك فيما بعد بثلاث سنوات عندما سحقت بطاريات الصواريخ المصرية المضادة للطائرات القوات الجوية الإسرائيلية فى الأيام الأولى لحرب أكتوبر 1973 .. فى صيف عام 1970 ، مع ذلك عندما شكت إسرائيل لواشنطن أن المصريين نقضوا الاتفاقية ، فإن راى كلاين رئيس إدارة وحدة المخابرات اخبر البيت الأبيض أن شكوى إسرائيل لا أساس لها. وعندما أخبر اسحاق رابين السفير الإسرائيلى الملحق العسكرى جنرال ايلى زيرا ما حدث ، طلب زيرا فورا من تل أبيب ارسال مفسر للصور ومجموعة من الصور التى توضح التحرك المصرى .. وضع زيرا الدليل أمام الرئيس نيكسون بالبيت الأبيض . غضب نيكسون من كلاين وامر البنتاجون بالغاء اعتراضه على ارسال أسلحة سبق أن طلبتها إسرائيل أثناء الأشهر السابقة. ? العالم العربى والشعب المصرى ينعى فقيد الامة جمال عبد الناصر فى يوم 28 سبتمبر 1970 ? السادات يتولى الحكم بعد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر متمسكا بمبدأ عبد الناصر ( ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة )ـ ? ثورة التصحيح أو الحرب الداخلية لتصفية الفساد أو ما عرف بمراكز القوى فى يوم 15 مايو 1970 ? السادات يحاول استرجاع سيناء بالسلام السادات يحاول استرجاع سيناء بالسلام يقول محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( وفى الخامس من فبراير 1971 ، أعلن السادات عن مبادرة للسلام ، حدد معالمها بعد ذلك فى خطاب ألقاه فى مايو من نفس العام . وتقضى بإنسحاب جزئى للقوات الإسرائيلية ـ كمرحلة أولى للانسحاب الكامل ـ تبدأ فيها مصر فى تطهير قناة السويس وفتحها للملاحة الدولية . وبعد هذه الخطوة تقبل مصر مد وقف إطلاق النار لمدة محددة يضع خلالها السفير يارنج ( سفير الأمم المتحدة ) جدولا زمنيا لتنفيذ قرار مجلس الأمن 242 وتعبر القوات المصرية قناة السويس إلى الضفة الشرقية ، مع وضع ترتيبات للفصل بين القوات خلال فترة وقف إطلاق النار المحددة . وإذا انتهت هذه الفترة بدون تقدم ملموس يكون للقوات المصرية الحق فى تحرير الأرض بالقوة وترفض مصر أى مناقشة حول نزع سلاح سيناء ، ولكنها على استعداد لقبول مناطق منزوعة السلاح على جانبى الحدود وفقا لقرار مجلس الأمن . وترفض مصر أى شكل من أشكال الوجود الإسرائيلى فى شرم الشيخ وجاء رد إسرائيل معبرا عن نواياها الحقيقة ، فقد أعلنت أن المبادرة ليس فيها جديد ، وأن إسرائيل ترفض الإنسحاب من الضفة الشرقية للقناة . وعبر ديان وزير الدفاع الأسرائيلى عن ذلك بقوله ( ليس لدى إسرائيل أى نية للانسحاب من أفضل خط استولت عليه )ـ وفى مستهل عام 1973، بدات مصر نشاطا سياسيا مكثفا بالاتصال بالدول الخمس الكبرى صاحبة المقاعد الدائمة فى مجلس الأمن . وبينما كان تأييد الاتحاد السوفيتى واضحا ، والموقف البريطانى الذى اتخذته حكومة المحافظين بانسحاب إسرائيل إلى حدود مصر الدولية ثابتا ، والفهم الفرنسى لموقفنا قويا ، والموقف الصينى معنا مبدئيا ، كان الموقف الأمريكى سلبيا وطلبت مصر عقد مجلس الأمن لبحث مشكلة الشرق الأوسط ، وأن يقدم السكرتير العام للأمم المتحدة تقريرا عن مهمة ممثله الخاص السفير يارنج منذ نوفمبر 1967 حتى انعقاد المجلس فى يوليو 1973 . وفى 26 يوليو 1973 تم التصويت على مشروع القرار الذى تقدمت به مجموعة دول عدم الانحياز ، ووضح للعالم مدى التأييد الذى حصل عليه الحق العربى ، حيث صوتت أربع عشر دولة فى المجلس لصالح القرار الذى يدين استمرار الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية المحتلة . ولكن أمريكا أسقطته باستخدام حق الفيتو) ـ لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة العمليات بحرب أكتوبر 1973 ويقول أنور السادات ( التقى محمد حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومى المصرى مع الدكتور هنرى كسنجر مستشار الأمن القومى الأمريكى مرتين خلال عام 1973 مرة بباريس ومرة بالولايات المتحدة الأمريكية وقال كيسنجر " نصيحتى للسادات أن يكون واقعيا ، فنحن نعيش فى عالم الواقع ، ولا نستطيع أن نبنى شيئا على الأمانى والتخيلات . والواقع أنكم مهزومون ، فلا تطلبوا ما يطلبه المنتصر . لابد أن تكون هناك بعض التنازلات من جانبكم حتى تستطيع أمريكا أن تساعدكم .. فكيف يتسنى وأنتم فى موقف المهزوم أن تملوا شروطكم على الطرف الاخر ... إما أن تغيروا الواقع الذى تعيشونه ، فيتغير بالتبعية تناولنا للحل .. وإما أنكم لا تستطيعون ، وفى هذه الحالة لابد من إيجاد حلول تتناسب مع موقفكم غير الحلول التى تعرضونها .. وأرجو أن يكون معنى ما أقوله واضحا ... فلست ادعو السادات إطلاقا إلى تغيير الوضع العسكرى .... لو حاول ذلك ... فسوف تنتصر إسرائيل مرة أخرى أشد مما انتصرت فى عــام 1967 ، وفى هذه الحالة يصعب علينا ان نعمل أى شىء .. وسوف تكون هذه خسارة كبيرة لمصر وللسادات شخصيا ، وهو رجل أحب أن اتعامل معه فى يوم ما " ـ ويستطرد السادات ويقول " كان هذا كلام كسنجر فى فبراير وإبريل 1973 ، فقلت فى نفسى لا فائدة ترجة من الأمريكان ، فقد استولت عليهم إسرائيل ، ومازالت السياسة التى وضعها جونسون لأمريكا تفضل مصالح إسرائيل على مصالح أمريكا نفسها . وكما يقول رجل الشارع عندنا فى مصر ... إسرائيل هى الحارس الوحيد على مصالح أمريكا فى الشرق الأوسط ... هذا ما جعلت من نفسها .. أو هكذا جعلتها أمريكا ... والنتيجة فى كلتا الحالتين واحدة ، وهى أنه لا أمل فى تحقيق السلام عن طريق أمريكا ما دامت إسرائيل لا تريد السلام " ) ـ أنور السادات من كتابه البحث عن الذات المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998_البحث عن الذات الرئيس السادات | |
|