مجرد رد على بيان الكتاب والمثقفين

أصدر عدد من الكتاب والمثقفين المصريين بياناً حمل عنوان "حل الأزمة يبدأ بتنحي مبارك الآن" ، وجاء ضمن البيان التعبير عن تضامنهم الكامل مع مطالب الثورة المصرية ، ووصف مبارك بأنه "المتسبب في كل المشكلات التي عانى منها الشعب المصري خلال 30 عامًا، والمتسبب في الشلل الذي تشهده الحياة الاقتصادية المصرية الآن، وما ترتب على ذلك من معاناة الكثيرين من فئات الشعب، خاصة الذين يعتمدون على الأجر اليومي، وهو المسئول الأول عن إراقة دماء الشهداء في الأيام الماضية سواء بالبلطجية أو القناصة أو قوات الأمن" .


وأشار الموقعون على أن تنحي مبارك الآن وفوراً من السلطة ، يتيح الفرصة لـ"وجود نظام ديمقراطي يقوم على إلغاء قانون الطوارئ وجميع القوانين المقيدة للحريات، ويضمن التداول السلمي للسلطة، واحترام حقوق الإنسان، وحرية تشكيل الأحزاب والنقابات، ويمكن فئات الشعب المختلفة من الدفاع عن مصالحها في حياة كريمة تقوم على العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة الإنسانية"


وكان في مقدمة الموقعين على البيان الشاعر سيد حجاب ، والروائي علاء الأسواني ، والصحفي إبراهيم عيسى ، والسيناريست والكاتب بلال فضل ، والكاتب فهمي هويدي ، والسيناريست محفوظ عبدالرحمن ، والفنانة العظيمة محسنة توفيق ، وغيرهم من صفوة المثقفين والكتاب في مصر .

أفرزت الثورة الشعبية التي قام بها الشعب المصري عن كثير من التنازلات من قبل النظام نحو مزيد من الحرية والديموقراطية ، وآن لنا الآن أن نستريح قليلا لنلتقط أنفاسنا ، الرئيس حسني مبارك راحل لا محالة ، ولكن ألم يفكر هؤلاء الكتاب والمثقفون الذين يدعون الثقافة والعلم أن معنى إسقاط النظام هو المزيد من الفوضى والتي لا يحتملها مجتمعنا المصري ، لقد وصلنا إلى نتائج ملموسة لم نكن نحلم بها ، وربما ينتقل الحكم لأول مرة في تاريخ مصر منذ عام 1953 بعيد عن الآلة العسكرية ، ألا ننتظر قليلا لنتلتقط أنفاسنا ونجني ثمرة هذا النجاح الذي لم نكن نحلم به ، سيتم تعديل الدستور لأول مرة تعديلا حقيقيا منذ عام 1971 ، وستوضع ضوابط تتيح للكثيرين ممن يحلمون بخدمة هذا الوطن الترشح للرئاسة ، أما آن الآن أن نترك الرجل يكمل مدته ويقوم بإصدار هذه التعديلات الدستورية ، من أجل حياة نيابية سليمة حتى نستطيع بناء الوطن ، الرجل أعلن أنه لن يرشح نفسه لا هو ولا إبنه ، وقد أعلنها على العالم أجمع ونقلتها وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية وهذه وحدها حجة على النظام في حالة النكوص عن ذلك الوعد أمام العالم أجمع ، لاتهدروا مكاسبكم من أجل أن تصروا على أن يتنحى الآن ، فمصر لم تعد تحتمل تلك العنتريات والبيانات ، فستبدأ بعد عهد مبارك مرحلة جديدة في تاريخ مصر ربما نبذل فيها كل غال ونفيس من أجل إعادة بناء هذا الوطن